close
close
jamalouki.net
إشتركي في النشرة الالكترونية

Christian Louboutin: نظرته للمرأة العربيّة وأحلامه

Louboutin صديق النساء الأوّل. يرتحن برفقته، يبحن له ما لا يبحنه لأنفسهنْ. يفهمهنّ كما يفهم نفسه: "عندما كنت صغيراً، لم تكن شقيقاتي ترينني كرجل بل كطفل، لذا كنّ يتصرّفن على سجيّتهنّ أمامي، فتعلّمت تمييز الفارق بين النساء عندما يكنّ مع بعضهنّ وعندما يكنّ برفقة رجل". لا يستقي Christian إلهامه من امرأةٍ معيّنة، فهو يعتبر أنّه من المستحيل تلخيص كلّ النساء في واحدة، خصوصاً أنّ المرأة الواحدة تشغل أدواراً عدّة خلال اليوم الواحد، فتنتقل من الأمّ والموظّفة، إلى الحبيبة وربّة العائلة. مع ذلك، يلهمه نوعٌ من النساء، أولئك اللّواتي يستمتعن بأنوثنتهنّ إلى أقصى الحدود، ولسن مستعدّات للتخلّي عنها مهما كان الثمن. تدهشه المرأة العربيّة: "أتأمّل قوّة عينيها والطريقة التي تتحرّك بها. هي تتقن اختيار أجمل الأكسسوارات، تهتمّ بنفسها إلى أقصى الحدود. تعطي الحذاء حقّة لأنّها تتبختر في مشيتها، لا تركض أبداً وذلك نابعٌ من بيئتها. هي تحبّ تصاميمي لأنّها تنظر إلى التفاصيل باهتمام". من أين يأتي هذ النجاح المنقطع النظير في السوق العربيّة؟ يجيب: "أعتقد أنّني قادرٌ على محاكاة ذوق المرأة العربيّة وحاجاتها، وهذا أمرٌ ينبع من اهتمامي بالثقافة العربيّة وتفضيلي لها. أسمع كثيراً أنّني أملك ملامح عربيّة، ولا أشعر بأنّني غريبٌ عندما يتكلّمون اللّغة العربيّة من حولي".

على قاربه التقليديّ الجميل الذي كان يشقّ مياه النيل خلال تصوير فريق "جمالكِ" للعارضة العالميّة Elisa Sednaoui، بدا المصمّم الاستثنائيّ وكأنّه يملك كلّ سلام العالم. هو عرّاب Elisa، يفتخر بشخصيّتها المعطاءة ويجمعه بها الحبّ الكبير لمصر، فهي ولدت من والدٍ مصريّ ووالدةٍ ايطاليّة. الكلّ على القارب مرتاح برفقة Loubi، الكلّ يعمل بنشاط، حتى الرجال المحليّين الذين يقودون المركب، هم ينظّفونه أيضاً ويقدّمون الطعام. أستفيد من وجودي بقربه لأسأله عن مغامرة الأحذية الرجاليّة. أليس صعباً على مصمّمٍ صنعت مجده النساء، أن يولى الاهتمام للرجال؟ يخبرني القصّة: "Mika هو الدليل بالنسبة لي على أنّه يمكن لشخصين أن يرتبطا بصداقةٍ عميقة من دون بذل أيّ مجهود. نشعر بأنّنا نعرف بعضنا منذ زمن. يتمتّع بروحٍ طبيعيّة، استثنائيّة، وبفضله أصبحت أصمّم الأحذية للرجال. في أحد الأيّام، تلقّيت اتّصالاً منه وطلب منّي تصميم حذاءٍ لينتعله على المسرح خلال جولاته. سألته لِمَ اختارني لأقوم بهذه المهمّة، فأجابني بأنّه عندما يراقب النساء من حوله، يشعر بمتعتهنّ وثقتهنّ وحماستهنّ لحظة انتعال حذاء Louboutin، وأنّه بحاجة إلى هذا الشعور قبل الصعود إلى المسرح. أقنعني بإجابته وبدأت برسم مجموعةٍ له مخصّصة للعرض الغنائيّ، تلتها مجموعةٌ لكلّ رجال العالم. Mika حرّرني من الأفكار التقليديّة المرتبطة بالرجل، وجعلني أكتشف أنّ الرجل أيضاً يحتاج إلى بعض الأشياء التي لطالما ارتبطت رمزيّتها بالمرأة".

في دبي حيث زار مكاتب "جمالكِ" وحدّثنا لساعاتٍ عن شغفه بمصر والثقافة الفرعونيّة، توقّف قليلاً ليجيب عن سؤالي: ما الذي يدهشكَ؟ "تدهشني بطريقةٍ سلبيّة الظلاميّة السائدة في العالم ولا أستطيع فهمها. لِمَ لا يمكن للناس تقبّل الأشخاص الذين لا يشبهونهم. الظلاميّة والعنصريّة دليلٌ على عدم الارتياح مع النفس، والتربية والمجتمع يلعبان دوراً مهمّاً في ذلك. لنأخذ الحيوانات كمثال. الحيوان الذي لا يُضرب، لا يؤذي أحداً. في بعض البلدان، تأتي الطيور وترمي بنفسها بين أيدي الناس، لأنّ أحداً لم يرشقها يوماً بحجر. نرى أيضاً الكلاب متمدّدة على ظهرها، لأنّه لم يسبق أن اعتدى أحدٌ عليها".

Christian، أعطِ نفسكَ ثلاث صفات: "أنا منفتح، متفائل ولا أحكم على الناس. ممتنٌّ أيضاً للطاقة التي أملكها والتي تتجدّد بشكلٍ طبيعيّ". ما هو حلمكَ الأكبر: "أحلم بأن تبقى الأشياء من حولي كما هي وألّا يتحرّك شيء. أن يبقى نظام العالم سائراً كما هو"... في نهاية تلك المقابلة الطويلة، عرفت أنّني أخيراً التقيت مبدعاً لا يشبه الآخرين. هو إنسانٌ يملك في قلبه السلام الكافي لتفهمّ كلّ الظلاميّة التي تسود العالم، وفي عقله التسامح الكافي ليستوعب كلّ الشرّ والظلم... يرى الجمال في كلّ شيء، يطارد الجمال، يعشقه، يخلقه... يحلم بأن تبقى الأشياء كما هي... لا يريد تغيير العالم، بل يريد غمره والارتماء في أحضانه...