close
close
jamalouki.net
إشتركي في النشرة الالكترونية

ميريام فارس وتوكو تاكا نجاح عربي بالرغم من اختلاف الأذواق. فلنتعلّم التصفيق للمرأة المُنجزة!

ميريام فارس وتوكو تاكا نجاح عربي بالرغم من اختلاف الأذواق. فلنتعلّم التصفيق للمرأة المُنجزة!

بين النقد والإنتقاد، رؤية من منظار ثقافي مختلف! هي الشعرة التي للأسف لا زال يفتقدها قسمٌ من المجتمع العربي. اختلاف الأذواق أمر واقعي موجود في كل مجتمع، لكن تبقى طريقة التفكير والتعبير وثقافة تشجيع الآخر، ما ينقص شريحة من المجتمع العربي. يوم 18 نوفمبر 2022، عندما تم الإعلان عن أغنية المونديال الرسمية التي شارك فيها كل من ميريام فارس، نيكي ميناج ومالوما، انتابني شعور يجمع ما بين الفخر وخيبة الأمل. أول ما علمتُ أن نجمة عربية ستشارك بهذه الأغنية العابرة للقارات، شعرتُ بالفخر وظننتُ أن كل عربي سيشعر بالمثل. إلى أن، قرأتُ الكثير من التعليقات والانتقادات المخيّبة للآمال التي طالت ميريام فارس وتوكو تاكا معاً... موقف مخيّب للآمال من مجتمع عربي بحق نجمة عربية!

ميريام فارس وتوكو تاكا نجاح عربي محتّم!

"بتقلد شاكيرا"، "هي النقطة السوداء الوحيدة في المونديال"، "مسخرة مهما حاولتم تلمعوها"، "لا تليق بهذا المكان". هذه عيّنة صغيرة جداً عن الكلمات اللاذعة التي تلقتها ميريام فارس، وبالرغم منها... حققت إنجاز غير مسبوق!
بشكل أولي، وبكل موضوعية، لا يمكن غض النظر عن أهمية الدور الذي لعبته ميريام فارس في هذه الأغنية، عن حضورها البارز في الفيديو كليب وعن تسليط الضوء عليها. بغضون ساعات أصبحت حديث العالم أجمع، الأمر الذي يجب أن يكون فخر لكل مواطن عربي. ثانياً، اختلاف الأذواق أمر طبيعي، فشريحة من المجتمع ستعجبه الأغنية وقسم آخر لا! لكن ما هو غير طبيعي، انتقاد المغني بالشخصي وتجريحه بدلاً من نقد الأغنية. سواء أحببنا الأغنية أم لا، توكو تاكا حققت نجاح كبير هائل والدليل؟ احتلّت المرتبة الأولى على iTunes في الولايات المتحدة في غضون 12 ساعة من إصدارها، لتصبح أول أغنية لكأس العالم في التاريخ تحقق هذا المركز. هذا ليس كل شيء، فإن الأغنية صنعت التاريخ كأول نشيد لكأس العالم يضم كلمات عربية إلى جانب الإنجليزية والإسبانية.
ثالثاً، لنسلّم جدلاً أن طريقة ميريام فارس بالرقص ذكّرت البعض بأداء شاكيرا في أغنية المونديال لعام 2018، فهل يمكن النكر أن ميريام فارس فنانة استعراضية ناجحة، تتقن فن الرقص باحترافية تماماً كما تفعل شاكيرا؟ النجمتان لامعتان بمجالهما، كل واحدة تقدّم فنّ له شعبيته الخاصة.


فلنصفّق للمرأة العربية المنجزة!

النجاح يبقى نجاح مهما كان نوعه ولأي مجال كان ينتمي. من المعيب أن يتم تصنيف الإنجازات بحسب أنواعها، بحسب الشخص الذي أنجزها أو لأي ميدان تنتمي. ففي نهاية المطاف، ميريام فارس امرأة عربية منجزة، وفنانة استعراضية استطاعت تحقيق إنجازاً عربياً على مستوى عالمي، وتستحقّ التشجيع والتصفيق، لا الإنتقادات والكراهية.
إذا عُدنا بالسنين إلى الوراء، نرى أن النجاح غالباً ما تلحقه الإنتقادات، السخرية والتعليقات غير البناءة. ميريام فارس لم تكن ضحية هذه الإنتقادات وحدها، فعدد من النجمات العربيات شُنّ هجوم عليهنّ بعد نجاحهن. تماماً كالموقف الذي تعرّضت له منى زكي في فيلم اصحاب ولا اعز، عندما أدّت مشهد تضمّن تلميح لخلع سروال داخلي. تم وصف المشهد بالـ "فاضح" و"خادش للحياء"، في حين أن الفيلم الأصلي Perfect Strangers قد عرض في مهرجان القاهرة السينمائي عام 2016، وحصد جوائز عدة. تم التصفيق للمشهد الأجنبي، أما العربي؟ ففاضح وخادش للحياء! مشهد انتقاد نجاح المرأة العربية ما زال موجود في المجتمع العربي، الأمر الذي يقف بدرب هذا النجاح وتطوّره، مع العلم أن المرأة العربية قادرة، لا تقل أهمية عن غيرها بتاتاً ولامعة بمختلف المجالات. أما ما ينقصها فهو القليل من التشجيع، التوقف عن الإنتقاد، والتصفيق لها بدل من تجريحها بكلمات لاذعة!