close
close
jamalouki.net
إشتركي في النشرة الالكترونية

مقابلة مع مستشارة فنّ الطهي السعودية نوال الخلاوي: هكذا بدأت رحلتها في اكتشاف الذات

مقابلة مع مستشارة فنّ الطهي السعودية نوال الخلاوي: هكذا بدأت رحلتها في اكتشاف الذات

عندما نتحدّث عن الجمال، يتحوّل الحوار مباشرة إلى الجمال الداخليّ، باعتباره الأهمّ والذي يجب التركيز عليه. لكن ما هو بالتحديد الجمال الداخليّ؟ هل هو التصالح مع الذات وحبّها؟ كيف يتمّ ذلك؟ ما الذي قد يوصلنا إلى مرحلة من الوعي نقدّر فيها أنفسنا ونحبّها كما هي؟ للإجابة عن هذه الأسئلة والكثير غيرها، قابلنا مستشارة فنّ الطهي والتغذية ومدرّبة صحّة متكاملة لتخبرننا عن رحلتها في اكتشاف الذات وتطويرها.

مقابلة مع معلمة يوغا حنان الشهري حول اكتشاف الذات

كيف بدأت رحلتكِ في اكتشاف الذات وتطويرها؟
شكّلت كلّ مرحلة في حياتي خطوة جديدة لي في مسيرة التطوّر الذاتيّ. لم يحصل هذا الاكتشاف بطريقة مفاجئة وجذريّة. بالعودة بالذاكرة إلى الوراء، أرى أنّ اللّحظات الأكثر قسوة، هي تلك التي كنت أنمو فيها بشكل أكبر. وعلى الرغم من صعوبة هذه الأوقات، أدرك الآن أنّ الظلام كان الوسيلة التي ساهمت في تحريري من الخوف، وفي إطلاق جناحيّ، حتى أختبر واقعاً جديداً مفعماً بالألوان. بحسب قول مولانا جلال الدين الروميّ:"الجرح هو المكان الذي يدخل من خلاله النور إلينا".

كيف تبدّلت نظرتكِ إلى الحياة؟
أحرص على أن أستبق الأمور، بدلاً من أن يكون لي ردُّ فعل عليها، كما تعلّمت الاستماع إلى حدسي، أيّاً كان ما يقوله لي عقلي أو الآخرون. تعلّمت أن أخاطر وأن أتحلّى بالشجاعة وبالصبر، لأنّ كلّ ما يستحقّ الاهتمام يستدعي قلباً قويّاً، حزماً وثباتاً في العمل. تعلّمت أيضاً أنّ السعادة حالة، أختار أن أعيشها، أيّاً كانت الظروف الخارجيّة. وبقدر ما أكون أكثر سعادة، أكون جسديّاً بحالة أفضل. هي حقيقة مجنونة اتّضحت لي مراراً، واكتشفت أنّنا عندما ندركها، نزداد قّوة.

ما السرّ لعيش نمط حياة متوازن؟
أفكّر في حياتي كما لو كانت نهراً! هي في تغيّر دائم، أيّاً كان الطقس أو العوائق التي يمكن أن تقف أمامها. سأمشي دائماً بأمان، وأجد الدفق المناسب لي. فيما أبقي هذا في ذهني، أستعيد توازني وأسمح لنفسي بالبكاء وإطلاق العنان لمشاعري، الصلاة وطلب المساعدة إذا كنت أحتاجها، ثمّ أعود وأمشي في التيّار وأمضي قدماً عندما تبدو الأمور معقّدة. بالنسبة لي، التوازن يكمن في القرارات اليوميّة الواعية التي نتّخذها، كما أذكّر نفسي دائماً بالأسباب اللّامتناهية التي تدعوني لأشعر بالامتنان ولأعتني بجسمي وبصحّتي. أسمح لنفسي بأن أكون مبتدئة في بعض الأمور، كالعزف على البيانو والتنس مؤخّراً.

مقابلة مع مستشارة فنّ الطهي السعودية نوال الخلاوي: هكذا بدأت رحلتها في اكتشاف الذات

كيف تحدّدين مفهوم حبّ الذات؟
بالنسبة لي، حبّ الذات يقع بين التعاطف مع الذات والانضباط الذاتيّ. أنا أوّل من قد يستمتع بوجبة لذيذة في مطعم أو يأخذ حمّاماً بالزيوت العطريّة لمدّة ساعة، وهذا يجعلني أشعر بحبّي لذاتي. لكن ذاك الشعور بالاعتزاز، مع ممارسة الرياضة القويّة والمتعة التي أجدها عندما ينطلق مشروعٌ عملت عليه طويلاً والفرحة التي أشعر بها لدى إضافة الأعشاب العطريّة إلى طبق أحضّره لأفراد عائلتي، حفاظاً على صحتهم، كلّها أمور تتطلّب الانضباط الذاتيّ والعمل بجدّ، وهذا يزيد من معدّل حبّ الذات أكثر من أيّ شيء آخر.

بعد التعّرض لصدمة، ما القاعدة الأساسيّة للتعافي؟
إنطلاقاً من تجربتي الخاصّة، ما ساعدني على التعافي بعد تعرّضي لصدمة عاطفيّة، كان السفر بمفردي. أدرك أنّ الكلّ ليس قادراً على القيام بذلك، لكن أقول لمن يقدر على ذلك أن يسافر إلى وجهة جديدة. ستكتشف عندذاك أن مشاعرك مبرّرة وأنّكَ تملك كلّ الحقّ لتحزن، لكن ستكتشف أيضاً أنّ هناك أموراً أكثر بكثير من ذاك المصير الوحيد والذي تعتقد أنّه لا مجال للهروب منه.

ما الخطوات الأساسيّة للتواصل مع الذات؟
- اطفئي هاتفكِ الخلويّ لفترة، أو على الأقلّ، احذفي وسائل التواصل الاجتماعيّ منه. هذه الأمور تفصلنا عن ذواتنا وتمنعنا من التواصل معها.
- ادمجي الحركة البطيئة والواعية في روتينكِ اليوميّ في ممارسة رياضة اليوغا. هي حيلة ممتازة بالنسبة لي.
- أنظري إلى المرآة، حدّقي بعينيكِ وتحدثي بلطف وحبّ مع صورتكِ التي تنعكس في المرآة. كوني تلك الشريكة التي تحلمين بها، مشجّعة، محبّة، داعمة، مرحة، جديرة بالثقة ولطيفة.
- احصلي على جرعة يوميّة من الطبيعة، أيّاً كان المكان الذي تعيشين فيه وكيفما كانت الظروف المناخيّة. أنظري باتّجاه القمر أو إلى النقطة الأبعد في الأفق، أو راقبي الأوراق تتراقص مع الرياح وامشي حافية القدمين على الرمال أو العشب.