close
close
jamalouki.net
إشتركي في النشرة الالكترونية

مقابلة خاصة مع هبة طوجي: على طبيعتها في كل جوانب حياتها

مقابلة خاصة مع هبة طوجي: على طبيعتها في كل جوانب حياتها

بعيدة كلّ البعد عن التصنّع، دائماً على طبيعتها، في حياتها اليومية ومسيرتها الفنيّة. تعمل بهدوء ودون إثارة الضجّة، إلّا أن إطلالاتها تكون دائماً ذات تأثير قويّ. صنعت هبة طوجي لنفسها هويّة خاصّة لا تشبه أحداً، وهذا ما جعلها تحلّق خارج السرب. تعيش أمومتها ملهمة بنجاحها، تواضعها، طموحها، مثابرتها وتعلّقها بالعائلة وروح لبنان المميّزة التي لا تجدها في أيّ مكان آخر في العالم. خلال جلسة التصوير، كانت مرحة، مرتاحة وعلى طبيعتها كالعادة، دون أن تخفي الجانب الجريء من شخصيّتها، ذلك الجانب الذي يريد تجربة أمور جديدة خارجة عن المألوف.

جلسة تصوير هبة طوجي نجمة غلاف جمالكِ لعدد أكتوبر 2022

تحلّقين دائماً خارج السرب، لديكِ خطّ خاصّ بكِ وهويّة لا تشبه أحداً، قد تغيبين أحياناً، لكن مع كلّ إطلالة وعمل تتركين أثراً قويّاً... في كل مرّة، ما هو سرّكِ؟
أعمل دائماً بهدوء، ومن دون إثارة ضجّة، آخذ الوقت اللّازم للتحضير من أجل أن أقدّم عملاً جديداً يكون ذا قيمة ويصنع فرقاً.

كالأغنية الجديدة التي طرحتِها أخيراً؟
كثر لم يتوقّعوا أن أشارك بديو مع Luis Fonsi! كانت الأغنية بمثابة مفاجأة للجمهور. أنا بطبعي منفتحة على الأفكار الجديدة، خاصّة الدمج بين الثقافات. في أغنية "َ- Que Sera Sera لو نبقى سوى" دمجنا بين الثقافة العربيّة واللاتينيّة وهذا ما يميّزها.

بالرغم من نجاحكِ الكبير، أنتِ حقيقيّة وقريبة من الجمهور، تشبهين كلّ امرأة أكثر ممّا تشبهين "النجمات"؟
أنا دائماً على طبيعتي، أكره التصنّع، سواء فيما أقوله أو ما أغنّيه. أحبّ أن تشعر كلّ امرأة وكلّ رجل أنّه معنيّ بكلمات أغنياتي، أن تعبّر هذه الأغاني عن تجارب عاشوها. بالنسبة لي، عندما يكون الإنسان على طبيعته، يكون مؤثّراً أكثر في الأشخاص، لأنّهم يصدّقونه، يعتبرونه مقرّباً منهم كصديق أو كفرد من العائلة. أنا هكذا في حياتي اليوميّة وفي عملي الذي أعشقه، فأكون على طبيعتي، وبالتالي أكون مرتاحة.

شعرنا اليوم بذلك، فقد كنتِ على طبيعتكِ ومرتاحة خلال جلسة التصوير.
خلال جلسات التصوير، أحبّ أن أجرّب أشياء جديدة، قد لا تشبهني، ولكنّها تمنحني الشعور بأنّني ألعب دوراً ما. الجميل في عالم الأزياء، أنّه يجعلكِ تخرجين عن المعتاد وتجرئين على تجربة أمور بعيدة عن المألوف، قد لا تعتمدينها في حياتكِ اليوميّة. لكن في الوقت نفسه، أحرص على الإبقاء على هويّتي وألّا أتحوّل إلى شخص آخر. التوازن أهمّ شيء.

مقابلة خاصة مع هبة طوجي: على طبيعتها في كل جوانب حياتها

إذا طلبنا منكِ أن تختصري مسيرتكِ الفنيّة بـ3 محطّات مهمّة، ما هي؟

هناك محطّات عدّة مهمّة، ربّما أكثر من 3.

  • اللقاء مع المنتج والمؤلف أسامة الرحباني والمرّة الأولى التي وقفت فيها على خشبة المسرح في مسرحيّة "عودة الفينيق" للرحابنة، عندما كان عمري 19 سنة. بدأت مسيرتي بعمل فنّي محترم وراقٍ، ليرسم بعده طريقي الفنّي لسنوات.
  • مشاركتي في The Voice التي عرّفت جمهوراً واسعاً وجديداً عليّ.
  • الحفلة التي أقمتها في المملكة العربيّة السعوديّة في العام 2017 ، كنت المغنّية الأولى التي تقف على مسرح عام في السعوديّة. هذا الحدث كان بمثابة نقطة تحوّل، ليس على الصعيد الشخصيّ فحسب، بل هو إنجاز لكلّ امرأة بشكل عام ولنساء المملكة العربيّة السعوديّة بشكل خاصّ. أنا فخورة أنّني كنت جزء من التغيير.
  • المسرحيّة العالميّة "Notre Dame de Paris" التي جلت فيها العالم، وكانت لي فرصة لعب دور البطولة فيها من خلال شخصيّة Esmeralda والوقوف على أهم المسارح العالمية.
  • أخيراً، ألبومي الجديد الذي أعتبره أيضاً نقطة تحوّل لما يحمل من نضج فنّي ومفاجآت عديدة.

في السنوات الأخيرة الماضية، تغيّر العالم كله بسبب كورونا، لكن تغييراً آخر طرأ على حياتكِ الشخصيّة، أخبرينا عنه.
صحيح، العالم كلّه توقّف بسبب كورونا، وأنا منهم على الصعيد العملي، أمّا على الصعيد الشخصي فانطلقت... مرّ عام 2020 بلمح البصر، فخلاله خطبت، تزوّجت وحملت، وهذا أجمل ما حصل لي. فالزواج والأمومة كانا حلماً أصبح حقيقة، خاصّة أنّني التقيت الشريك الذي كنت أحلم أن أكمل حياتي معه. أمّا الأمومة، فهي أجمل هديّة حصلت عليها، وقد أثّرت بي جدّاً.

مقابلة خاصة مع هبة طوجي: على طبيعتها في كل جوانب حياتها

ما الذي تعلّمتِه من ابنكِ نائل؟
تعلّمت الكثير من ابني، أصبحت أكثر هدوءاً وصبراً. تغيّرت أولويّاتي، ولم تعد الأمور البسيطة تستفزّني أو تزعجني. صرت أقدّر كلّ التفاصيل الصغيرة والجميلة في الحياة.

ما الدروس التي تريدين أن تعلّميها لنائل؟
أريده أن يقوم بما يحبّه، أن يكون مرتاحاً مع نفسه. أنّ يحبّ الناس ويتعاطف معهم. أريده ألّا يحكم على الناس وأن يكون منفتحاً ومسؤولاً. سأربّيه ليكون حنوناً وقويّاً، ليقول "لا" عندما يجب عليه ذلك، و"نعم" عندما يكون مقتنعاً.

ما الأمنية التي تتمنّينها له؟
أن يكون سعيداً.

ما أكثر ما يخيفكِ على نائل؟
القلق موجود دائماً، لكنّني أحاول ألّا أفكّر بالأمور السيّئة، كما لا أحبّ التحدّث عنها. أنا كغيري من الأمّهات، أتفقّد ابني مرّات عدّة خلال الليل.

الأمومة نعمة وأجمل هديّة كما قلتِ، ولكن في الواقع هي مهمّة صعبة، ما الجزء الأصعب بالنسبة لكِ؟
التربية. هي مسؤوليّة كبيرة، فكل قرار تتّخذينه تجاه الطفل، تؤثّرين على شخصيّته، حياته ومستقبله.

ما هي قاعدتكِ الذهبية في التوفيق بين الأمومة والعمل؟
التوفيق بين الأمومة والعمل ليس مستحيلاً عندما يكون هناك دعم كافٍ من الأشخاص المقرّبين، كما أنّ تنظيم الوقت وتحديد الأولويّات يسهّل المهمّة. في عملي، أضطرّ للسفر في غالب الأحيان، استصعبت الأمر في البداية، أمّا الآن، فأستطيع القول إنّني سيطرت على الوضع.

مقابلة خاصة مع هبة طوجي: على طبيعتها في كل جوانب حياتها

عندما تشعرين أنّك مرهقة، كيف تهتمّين بنفسكِ؟
عندما أشعر بالتعب أو الإرهاق، أحيط نفسي بالأشخاص المقرّبين الذين يريحونني، لست من الأشخاص الذين يفضّلون العزلة، أشعر بالأمان إذا كنت محاطة بمن أحبّ.

ما الذي تغيّر فيكِ بعد الزواج؟
ما زلت الشخص نفسه، مع بعض التحسينات، فشخصيّة زوجي ابراهيم أثّرت عليّ بطريقة إيجابيّة.

برأيكِ ما الذي يجعل الزواج يدوم؟
التواصل، الاحترام، الثقة والدعم. اعتبار الشريك تحصيلاً حاصلاً ليس صحيّاً للعلاقة، يجب العمل بشكل يوميّ للمحافظة عليها.

ما الذي ينهيه؟
الإهمال، عدم التواصل والتعبير بصراحة، البخل في المشاعر. على الثنائيّ أن يكون فريقاً واحداً، دون أن تكون هناك منافسة بينهما.

ما الذي كنتِ تبحثين عنه في الشريك ووجدتِه في زوجكِ؟
كل ما كنت أتمناه في الشريك وجدته في ابراهيم، فهو مستمع جيّد ومتفهّم، يشعرني بالراحة والأمان، وهذا ما كنت بحاجة إليه.

مقابلة خاصة مع هبة طوجي: على طبيعتها في كل جوانب حياتها

تقيمين في فرنسا، ما أكثر ما تشتاقين إليه في لبنان؟
أشتاق للبنان ككلّ، للأجواء اللبنانيّة، للحياة اليوميّة، لعائلتي وأصدقائي. أشتاق لشوارع بلدي ولروتين حياتي هناك.

ما هو الشيء الموجود في لبنان وليس موجوداً في أيّ من دول العالم؟
من الصعب أن تجدي الكلمات المناسبة لهذا السؤال، لكن أشعر أنّ للبنان روحاً ليست موجودة في بلدان أخرى، وهذا ما يميّزه.

ما الصفة التي عملتِ على تحسينها في شخصيّتكِ؟
أنا انفعاليّة بطبعي، لكنني عوّدت نفسي أن أكون أكثر هدوء.

أيّ صفة تتمتّعين بها تنقذكِ في مواقف عدّة؟
الدبلوماسيّة، في عملي وحياتي الخاصّة، ولا أعني بذلك أنّني لا أقول ما أفكّر به، إنّما أكون حريصة ألّا يؤذي ما أقوله أحداً.

ما النصيحة التي تعطينها لنفسكِ بعمر 18؟
آمني بنفسكِ، لا تستسلمي وامشي قدماً.

ما الذي تتمنّينه لنفسكِ بعمر 40؟
أتمنّى أن تدوم الحالة التي أعيشها الآن، ليس فقط للأربعين بل طوال العمر.

ما الذي تريدينه الآن؟
أن أكون بجانب ابني.

من هي المرأة التي تلهمكِ؟
نساء كثيرات. في مجال الفن، أقدّر Meryl Streep وBarbara Streisand، فهما ناجحتان، منفتحتان، وقد حافظت كلّ منهما على هويّتها الخاصّة التي لا تشبه غيرها.

مقابلة خاصة مع هبة طوجي: على طبيعتها في كل جوانب حياتها

رغم أنّ المرأة أثبتت نجاحها على كافّة الصعد، ما زالت تتعرّض للتمييز. هل شعرتِ بالتمييز كونكِ امرأة في أيّ مرحلة من مراحل حياتكِ؟
طبعاً التمييز أمر واقع، فالنساء في معظم دول العالم ما زلن يناضلن في سبيل حقوقهن. هذا الموضوع يعني لي الكثير، لذلك أحرص أن تحمّل أغنياتي رسائل تمكين للمرأة. أمّا على الصعيد الشخصي فقد كنت محظوظة بوالد داعم جداً، كذلك الأمر في مجال العمل كنت محاطة برجال دعموني ودفعوني إلى الأمام.

المرأة تعرف دائماً...
أنّ حدسها صحيح.

إذا سنحت لكِ الفرصة أن يسمعك العالم أجمع لمدّة 30 ثانية، ماذا تقولين؟
العنف لا يأتي بنتائج إيجابيّة أبداً. ربّما أستطرد أكثر للحديث ضدّ العنف بكافّة أشكاله.

لو لم تكوني فنّانة، لكنتِ...
سأكون في أيّ مجال مرتبط بالفنّ، كالأزياء أو الديكور.

ما أكثر ما تحبّينه في سماتكِ الخارجيةّ؟
ضحكتي.

خطوة مهمّة في روتينكِ الجماليّ.
No Botox.

مستحضر جماليّ لا تستغنين عنه.
كريم الترطيب.

صيحة في الأزياء لا يمكن أن تعتمديها.
كلّ صيحة أراها بشعة من منظوري، لا أعتمدها.