"أعدكِ أن أحبكِ أكثر"... عبارات ورسائل لنفسكِ استوحيها من بنات فريق جمالكِ

عزيزتي أنا...
نظلم أنفسنا في العديد من الأحيان ونرهقها بالضغوطات التي يفرضها المجتمع ووسائل التواصل الاجتماعيّ... وبالتحديد فيما يخصّ مفهوم الجمال. لذلك، علينا التواصل مع ذواتنا لتتّضح لنا الأمور أكثر، وهذا ما طلبنا من فريق "جمالكِ" القيام به. نشارككِ هنا أفكار البعض، ما تريد أن تقوله كلّ واحدة منهنّ لنفسها، ومفهوم الجمال من وجهة نظرها.

آسفة لأنّني خذلتكِ مرّات عدّة، ولأنّني لم أكن أعرف قيمتكِ. أتذكّر تماماً كم كنتُ أقسو عليكِ لأنّني أردتكِ أن تكوني دائماً "الأفضل"، فهذا ما فعلته بك: حرمتكِ من تناول الطعام الصحيّ بانتظام، أغضبتكِ بسبب أو من دون سبب، جعلتكِ تعملين ليلاً ونهاراً، وضعتكِ في حالة توتّر دائم، أسمعتكِ عبارة You are not enough مراراً وتكراراً، ألقيتُ اللّوم عليكِ... ما فعلته بكِ، جعلكِ ضعيفة ومتعبة طيلة الوقت، فلم أعد أراكِ جميلة لا من الداخل ولا حتى الخارج، لم أعد واثقة منكِ. أمّا الآن، فأنا أعدكِ بأن:

أتذكرين ابنة الـ10 سنوات التي كانت تشعّ جمالاً وحيويّة؟ أتذكرين تلك الفتاة التي كانت لا تأبه لتسريحة شعرها الأشقر المنكوش نتيجة اللّعب، ولا لحواجبها الطبيعيّة، أو لأيّ من القيود الجماليّة الأخرى؟ هي التي لا تسيطر على مشاعرها، فتارّةً يعلو صدى ضحكاتها، وتارّةً أخرى تبكي لأتفه الأسباب أو تثور غضباً على ما يزعجها... تلك الصغيرة كبرت ووجدت نفسها وسط مجتمع، يصعب عليه تقبّل الاختلاف، فقد سُجن ضمن معاييرَ سطحيّة، وُضعت له على مختلف المستويات، تبنّاها وتناقلها من جيلٍ إلى جيل. أمّا أنتِ، فمثلكِ مثل الكثير من الفتيات العربيّات اللّواتي ينتقلن في عمر معيّن من مرحلة العفويّة إلى مرحلة "هذا مقبول وهذا مرفوض". لكن مهلاً ! أنتِ الآن تعلمين جيّداً أنّه لا يوجد مفهوم موحّد للجمال، لذلك تفرّدي بشخصيّتكِ، تقبّلي نفسكِ كما أنتِ، تبنّي فقط الصيحات الجماليّة التي تليق بكِ، قومي ببعض التعديلات إذا أردتِ، والأهمّ حافظي على عفويّة الفتاة الصغيرة الموجودة بداخلكِ. اعطيها الكثير من الحبّ، ولا تسمحي لأحد أن يؤذيها أو يحدّها، لا تخفي من إبراز مشاعركِ، ولا تدعي الابتسامة تفارق وجهكِ.

كنتِ ترين الأشياء بطريقة خاطئة. منذ وقت طويل، كنتِ تربطين معايير الجمال بما يكتب على مواقع التواصل الاجتماعيّ، ولكن ما يجب أن تعرفيه هو أنّ هذه المعايير مجرّد "صيحة"، تظهر ثمّ تختفي. عليكِ رؤية الجمال بصورة مختلفة.

فالجمال في التفاصيل الصغيرة والبسيطة، تجدينه في أيّ مكان. تعثرين عليه عندما تتحدّثين عن شيء أنتِ شغوفة به، أو حينما تقومين بشيء تحبّينه، أو عند تناولكِ طبقكِ المفضّل. أنتِ في أفضل حالاتكِ خلال هذه اللّحظات. باختصار، الجمال شعور وليس مظهراً. حين تعيشين هذا الشعور، يمكنكِ تجاهل معايير الجمال المتغيّرة وتلك التي تضعها وسائل التواصل الاجتماعيّ. هي مسألة إدراك واعتقاد، فالخيار خياركِ. حاولي الاستيقاظ كلّ يوم، وذكّري نفسكِ بأنّكِ جميلة من الداخل والخارج. غذّي عقلكِ بكلمات ممكّنة وسترين الأمور بصورة مختلفة.

لطالما التزمتِ بمفهوم محدود وسطحيّ لتعريف معنى جمالكِ وتحديد قيمتكِ في عيونكِ وعيون من حولكِ. لكن اليوم، أكتب هذه الكلمات لأقول لكِ، إنّ هذا المفهوم الذي يرتكز على بعض التفاصيل المثاليّة، (بشرة صافية، شعر كثيف، وزن مثاليّ... إلخ) لم يعُد له مكان في قاموسكِ. أكتب لكِ هذه الكلمات، لأقول لكِ، إنّني وبعد أن اكتشفتُ عمق الجمال الذي يكمن في تفاصيل لم أنتبه إليها سابقاً، أخبركِ أنّ جمالكِ عزيزتي ينبع من روحكِ، من الداخل. جمالكِ يبرز أكثر وأكثر عندما تشعّين ثقة في النفس، ذكاءً وثقافة. جمالكِ يزهو في اللّحظة التي تقولين فيها، "لا" لكلّ معيار سخيف يحدّكِ. جمالكِ يزداد، عندماً تفسحين مجالاً للقناعة، كي تأخذ القسم الأكبر من تفكيركِ.أنا اليوم، ممتنّة جدّاً لمفهوم الجمال المؤمنة به والذي جعلني أعشقكِ، نفسي، وأقدّركِ في كلّ حالاتكِ... جمالكِ، يا نفسي، لا يُحدّ. جمالكِ حرّ!

أعرف تماماً أنّكِ في كلّ مرّة تبحثين فيها عن مرادف للجمال، تعودين إلى المبدأ نفسه: القناعة! فالجمال لا يعني المثاليّة في شكل الجسم، ولا في تناسق ملامح الوجه، تسريحة الشعر الناجحة والإطلالة الرائعة. هو القناعة واحتضان كلّ ما لديكِ من سِمات، أكانت جميلة أو لا بعيون الآخرين. ما يهمّ ببساطة أنّها رائعة بالنسبة لكِ! منكِ انتقلي إلى غيركِ، وأثبتي للجميع أن العالم الخارجي جميل بكلّ تفاصيله: تماماً مثلما أنّكِ مقتنعة بجمالكِ، أنا متأكّدة أنّ غيركِ مقتنع بجماله. لذلك، يا عزيزتي، واظبي على محبّة نفسكِ لنفسكِ، فالمهمّ أنّ عيونكِ ترى الجمال الواثق والثابت.

في البدء أقول لكِ، إنّني أحبّك جدّاً، وحبّي لكِ هو ما يجعل روحكِ الجميلة وثقتكِ بنفسكِ تنعكسان بطريقة واضحة على جمالكِ الخارجيّ والداخليّ. لا تدعي النضج يأخذ منحاً سلبيّاً على هذا الجمال، فكثرة التفكير في الأمور وتحليلها أصبح أمراً منهكاً لكِ، ويمكن أن يسلب منكِ هذا الجمال والفرح اللّذين يملآنكِ. حاولي الاسترخاء في معظم المواقف، واختاري ما يغضبكِ بذكاء. كرّري هذه الجمل لنفسكِ:

ردّدي: "كوني صبورة"، فالحماس الزائد في بعض المواقف يفقِدُكِ السيطرة. الحنكة والذكاء صفتان ترمزان إلى النضج وجمال الروح.

حين ترين أشخاصاً من حولكِ، قد تقولين لنفسكِ "كم هي جميلة!" لكن هل توقّفت لثانية وسألتِ ما الذي يجعلها جذّابةً لهذه الدرجة؟ الجواب دائماً مرتبط بالشخصيّة، الإيجابيّة، السحر والثقة. فالأمر الوحيد الذي يجعلكِ جميلة هو طاقتكِ! وليس ما يحدّده المجتمع. بإمكانكِ تطبيق الماكياج والمستحضرات الجماليّة وارتداء ملابسكِ المفضّلة لتبدي مثاليّة من الخارج. لكن ما الحاجة لذلك، إنْ لم تشعري بجمالكِ من الداخل؟ الجمال شخصيّتكِ، هو أنتِ كما أنتِ.

ما هو شعوركِ بعد أن بلغتِ عمر الـ26 عاماً، تشهدين على بروز العديد من معايير الجمال التي تطلقها مواقع التواصل الاجتماعيّ التي يصعب الفرار منها والتي تستخدمينها بشكل يوميّ وتعتمدين عليها؟ بالتأكيد، هذا أمرٌ مرهق، لكنّه أيضاً مثير للاهتمام لتبنّي نظرتكِ الخاصّة للجمال.
توقّفي عن مقارنة نفسكِ بالآخرين واحتضني ذاتكِ وكلّ ميزاتكِ التي تجعلكِ أنتِ. الجمال يأتي مع حبّ الذات. إذا اعتنيتِ وقبلتِ نفسكِ كما أنتِ، فهذا أجمل ما ستبدين عليه على الإطلاق! لا يوجد معيار جماليّ واحد، وهذه هي الديمقراطيّة! ولا تنسي ابتسامتكِ أبداً، فهي تجعلكِ أجمل بعشر مرّات.