close
close
jamalouki.net
إشتركي في النشرة الالكترونية

فراشة "جمالكِ" انسحبت بخفّة... بَصمة مي منسّى لن تفنى!

فراشة جمالكِ انسحبت بخفّة... بَصمة مي منسّى لن تفنى!

"الساعة الرملية" فرغت، "المشهد الأخير" انتهى وحان وقت "الغربة" على أمل اللقاء يوماً ما... فراشة "جمالكِ" مي منسّى انسحبت بخفّة، تاركةً أثر عطرها الممزوج بنفحة الثقافة، الإبداع، الرقيّ، الأنوثة والجمال. هذا العطر الذي كانت كلّما غادرت مكاتبنا يعبق في كلّ أرجاء المكان...

رئيسة تحرير الشرف في مجلّة "جمالكِ"، رحلت زارعةً في نفوسنا حزناً عميقاً يُنبِت أملاً كبيراً في إمكانية التواصل معها من جديد من خلال كلّ رواية ومقال وضعت فيه القليل من ذاتها ومن طاقتها الإيجابية المتميّزة والتي كانت تنثرها في مكاتبنا بابتسامة ساحرة. هي التي لم تشكّ يوماً بقدرة العنصر الشبابي-النسائي في تحقيق ازدهار المجلّة وربعنتها، فكانت من أهم الداعمين لها وسرّ من أسرار نجاحها.

استسلمت مي منسّى للأزمة الصحية التي تعرّضت لها والتي ألزمتها الفراش لأيّام... هي التي لم تستسلم يوماً في تقديم المعطيات القيّمة خلال مسيرتها المهنية التي دامت 60 عاماً، فكانت تقول:" طالما طاوعتني أصابعي سأكتب، وإذا تمرّدت عليّ، سأستعين بأحد ليكتب أفكاري".

من تقديم البرامج، مروراً بكتابة روايات تُحفَر في الذاكرة وصولاً إلى مقالات فنية نقدية... أرشيف مي منسّى الذي لا يُقدّر بأيّ ثمن أدخلها التاريخ وجعلها من أهمّ الشخصيات التي يفتخر بها وطنها لبنان.

كيف لا وهي في العام 1959 كانت أول مذيعة تظهر في بدايات تلفزيون لبنان، حيث قدّمت برنامج "نساء اليوم" وبرنامج "حرف في طريق الزوال". كيف لا وهي أوّل مَن كتب في مجال الموضة في لبنان، وقد قابلت أهمّ الوجوه العالمية في هذا الحقل مثل مصمّمة الأزياء الفرنسية Coco Chanel ومصمّم الأزياء الإيطالي Gianni Versace.
في رصيد مي منسّى حوالي 13 رواية، 2 منها باللغة الفرنسية، ومن أبرزها "الساعة الرملية"، "المشهد الأخير"، "ماكنة الخياطة" و"قتلت أمي لأحيا". هذه الأخيرة تمّ اختيارها ضمن القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2019، قبل أسبوعين فقط من رحيل الأديبة اللبنانيّة. كما في العام 2006 دخات روايتها "أنتعل الغبار وأمشي" في القائمة النهائية القصيرة لأفضل عمل روائي لجائزة "بوكر" العالمية. آخر أعمال مي منسى كانت رواية "الغربة" التي لم تكمل الراحلة كتابتها.

مي منسّى... لن ننسى وجهكِ الناعم البشوش وأناقتكِ التي تميّزتِ بها حتّى آخر يوم من حياتكِ. لن ننسى شخصيّتكِ المرحة والمثقّفة التي نسجتها في كلّ كلمة كتبتها في افتتاحية أعداد "جمالكِ". آخر هذه الافتتحيات التي ختمتِ بها مسيرتكِ في المجلّة، قلتِ:" طالما في الغابات طيور تغرّد، وفي السماء كواكب سيّارة تضيء ليل الأرض، وفي الطبيعة مواسم تتكرر وتسخى على البشرية بثمارها، عطورها وورودها، ففي ذلك عبرة بأنّ المواهب الخلّاقة لدى الإنسان لن تفنى، بل ستبقى من زمن إلى آخر، ومن جيل إلى جيل، تزهو بروابط وثيقة مع الطيور والكواكب والطبيعة". ونحن اليوم نقول لكِ، أتحفتنا بأعمالكِ الثقافية الرائعة، وزوّدتنا بنصائحكِ الفعّالة وحفرتِ في قلوبنا وعقولنا صورتكِ الأنيقة والإنسانية، بَصمتكِ لن تفنى وأريجكِ لن يفارق زوايا مكاتبنا!

فراشة جمالكِ انسحبت بخفّة... بَصمة مي منسّى لن تفنى!إفتتاحية مي منسّى الأخيرة لعدد يناير 2019 من مجلّة "جمالكِ"

مفاتيح

فيديو قد تحبين مشاهدته

مقابلة حصرية مع نجمة غلاف جمالكِ دانييلا رحمة