close
close
jamalouki.net
إشتركي في النشرة الالكترونية

مقابلة خاصة مع الكاتبة نجوى ذبيان... بكلماتها، تلتأم الجروح

مقابلة خاصة مع الكاتبة نجوى ذبيان... بكلماتها، تلتأم الجروح

كلامها الشافي لاقى قبولاً واسعاً وأصبح محفّزاً لكلّ نساء العالم، فهي تستخدم التعابير التي تشجّع المرأة على بناء علاقة وطيدة مع الذات. انتقلت الكاتبة والمؤلّفة Najwa Zebian إلى كندا في سن السادسة عشرة، عملت في التعليم، وأعاد طلّابها اللاجئين إليها شغفها بالكتابة. بعد أن نشرت مجموعتها الشعريّة والنثريّة في العام 2016، أصبحت صوتاً رائداً للنساء في كلّ مكان، ليتمّ تناقل اسمها في أهمّ الصحف الأجنبيّة.

ما هو تعريفكِ للجمال؟ وهل يمكن لمفهوم الجمال أن يكون ديمقراطيّاً؟
عندما أسمع كلمة "جمال"، يخطر ببالي مباشرةً الجمال الداخليّ، فهو ما يجب أن نعمل عليه في ذواتنا، وهو الجمال الذي يمكن أن نراه في الآخرين. إنّه الطريق الأصعب الذي يمكن أن نسلكه، إذ يتطلّب مواجهة مع الذات، وهذا ليس سهلاً. على الرغم من ذلك، نحن نقدر أن نتعافى تلقائيّاً، وإنْ كان ذلك قد يتطلّب أحياناً مساعدة اختصاصيّ، وهنا تبرز المشكلة، لأنّ الكلّ لا يستطيع الحصول على هذا النوع من الدعم. أمّا إذا كنتِ تسألين عن معايير الجمال الخارجيّ وما إذا كانت في متناول الجميع، فلا أعتقد ذلك. الطريقة الوحيدة التي يمكن فيها إضفاء الطابع الديقراطيّ على شيء، هي عندما يكون في متناول الجميع وبالتساوي أيضاً.

ما مدى صعوبة اكتشاف الجمال الداخليّ؟
هذا صعب للغاية. لم اعتقد يوماً أنّي أملك شيئاً من الجمال، انطلاقاً من تلك المعتقدات السائدة في الطفولة، مثل "لا أستحقّ الحب" و"لا أستحق اهتمام الآخرين" و"أنا لا أعتبر من الأولويّات بالنسبة لأحد".... حتى بلغت المرحلة التي أدركت فيها أهميّتي، وأنّي أستحقّ الاهتمام. كان الطريق طويلاً وصعباً، إنّما كلّ ما مررت به ساعدني لأكتشف أنّ مكاني الآمن هو في داخليّ. تطلّب مني ذلك الغوص عميقاً في ذاتي، لأفهم أنّ تلك المعتقدات التي اكتسبتها في طفولتي لم تكن صحيحة، كما اكتشفت عندذاك جمال بعض الجوانب التي كنت أراها "بشعة" فيّ، كحساسيّتي الزائدة مثلاً، ولطفي الزائد الذي كان يصوّر لي على أنه أقرب إلى البساطة أو قلّة الذكاء، اكتشفت الجمال في ذلك.

مقابلة خاصة مع الكاتبة نجوى ذبيان... بكلماتها، تلتأم الجروح

كيف تواجهين مشكلة قلّة الثقة بالنفس وكيف تعزّزينها؟
عندما أشعر أنّي أتصرف بشكل أفتقد فيه إلى الثقة بالنفس، أعلم أنّه ثمّة مشكلة على مستوى قبولي لذاتي. قد يعني ذلك أنّي عدت إلى مفهوم أو معتقد سابق، لم أعد أؤمن به فعلاً، لكنّ الجسم يستعيد أحياناً ما قد يكون الذهن قد فقده. عندما أعي ذلك، يمكنني تغيير مسار الأمور. من السهل العودة إلى معتقدات سابقة والتصرّف على هذا الأساس، إلّا أنّ إدراك ذلك يساعد في تمكيننا وتذكيرنا بأنّ هذه المعتقدات القديمة ليست صحيحة، حتى نتمكّن من القيام باختيارات مختلفة. وعندما يعلو اختيارنا لأنفسنا على آراء الآخرين بنا، تزيد ثقتنا بأنفسنا إلى مستوى يفوق التوقّعات.

هل واجهتِ تمييزاً في حياتكِ المهنيّة لأنّكِ امرأة؟
نعم، منذ بدأت أغوص في المجال المهنيّ، واجهت تلك الرسائل المعتادة بأنّي أعاني حساسيّة مفرطة أو بأنّي عاطفية وأتحدّث عن الأحاسيس بشكل زائد. وأكثر بعد، شاركت في ندوات طُلب منّي أن أحاضر فيها، دون مقابل، وتبيّن لي لاحقاً أنّ كافة الرجال المحاضرين معي كانوا قد تقاضوا أجراً، هذا فيما كنت أفكر أنّه شرف لي أن يسمحوا لي بأن اشارك في المحاضرة. ما زلت أشعر بالحاجة لأن أثبت نفسي وقدراتي أكثر من الرجال الذين هم في المجال نفسه.

ما المخاطرة الكبرى التي قمتِ بها على الصعيد المهنيّ؟
المخاطرة الكبرى كانت بأني وضعت ذاتي في العلن بكلّ شفافية. عندما نشرت بنفسي كتابي الأوّل Mind Platter الذي هو كناية عن تأمّلات ذاتيّة تعكس أفكاري وأحاسيسي تجاه نفسي والعالم، كانت تلك المخاطرة الكبرى لي في حياتي كلّها، وليست في حياتي المهنيّة فحسب. أمّا السبب وراء إقدامي على هذه الخطوة، كي أدعو الكلّ ليكونوا حقيقيّين وشفّافين وحسّاسين، وهذه خطوة فيها الكثير من الشجاعة، وبالتالي المخاطرة.

مقابلة خاصة مع الكاتبة نجوى ذبيان... بكلماتها، تلتأم الجروح

مع وتيرة الحياة السريعة وكثرة الانشغالات، كيف تنجحين في العناية بنفسكِ والحفاظ على صحّتكِ النفسيّة؟
السرّ هو في التوازن. أحرص على أن أؤمّن لنفسي ما أحتاجه جسديّاً، ذهنيّاً، نفسيّاً وعاطفيّاً. عندما أحقّق ذلك، يمكنني متابعة مسيرتي المهنيّة، دون أن يكون ذلك على حساب صحّتي الجسديّة والنفسيّة. قد لا أكون مثاليّة في الحفاظ على هذا التوازن يوميّاً، فثمّة أيّام اتّخذت فيها قراراً بعدم القيام بأيّ عمل، لأنّ جسمي يحتاج إلى الراحة. في المقابل، هناك أيام أرهقت فيها نفسي في العمل، إلى درجة أنّي نسيت أن آكل. لكن أعتقد أنّ في الجانبين جماليّة معيّنة، فأنا بذلك أنصت إلى ما يريد جسمي أن يفعله، فأتصرّف على هذا الأساس.

ما نصيحتكِ للجيل المقبل من النساء الرياديّات؟
يجب ألّا تسمحي لكلّ العوائق والتحدّيات التي واجهتها النساء عبر التاريخ بأن تقف في وجهكِ. ركّزي على عيش الحياة التي ترغبين بها لنفسكِ. أنصح المرأة بأن تكون استثنائيّة، وبأن تكون رياديّة وأن تحفز الآخرين على القيام بالمثل. قد يكون ذلك صعباً، خصوصاً في ثقافات معيّنة تمنع المرأة من تحقيق أهداف مهنيّة معيّنة، وتواجه خطر أن تصبح منبوذة، وكأن ما تقوم به مخزياً، ما يمنعها من تحقيق ذاتها. أؤكّد للمرأة أنّ ما سيشجّعها على تحقيق ذلك هو أن تخلق عالماً خاصّاً بها، حيث يكون قرارها بعيش حياة حقيقيّة هو الحقيقة المقبولة في هذا العالم.

ما الأنماط التي لاحظتِها لدى المرأة في العمل مع مرور السنوات، والأمور التي يمكن العمل على تغييرها للتطوّر بشكل أفضل في المجال المهنيّ؟
أعتقد أنّنا بلغنا مرحلة يجب أن نتوقّف فيها عن التساؤل كيف يمكن للمرأة أن تحقّق المزيد من التقدّم في حياتها المهنيّة والسعي إلى بناء أنظمة قائمة على إفساح المجال للمرأة لتتطوّر في مسيرتها المهنيّة. لا أعتقد أنّ المراكز الأعلى في سوق العمل يشغلها رجال، لأنّهم أكثر كفاءة ليكونوا في هذه المناصب، أو لأنّهم عملوا بمزيد من الجدّ، بل لأنّ الأنظمة والمجتمع تشجع الرجال وتفسح المجال لهم ليتطوّروا، فيما يحصل العكس مع النساء. قد لا تكون هذه القاعدة، إنّما يحصل ذلك في معظم الأحيان.

ما حكمتكِ في الحياة؟
من المفترض أن تتسلّقي تلك الجبال التي تحملينها.

مقابلة خاصة مع الكاتبة نجوى ذبيان... بكلماتها، تلتأم الجروح

ما إنجازاتكِ، بدءً من تلك الأكثر أهميّة؟

  • إكتشاف ذاتي الحقيقيّة.
  • عيش حياة حقيقيّة.
  • عدم الاهتمام لآراء الآخرين بي.
  • إحتضان التغييرات في حياتي.
  • التخلّي عن معتقداتي التي تحدّ من طموحاتي.
  • تعلّم ان أحبّ نفسي.
  • تعلّم سبل التسامح والتعاطف مع الذات.
  • إدراك أنّي لست ما يقوله الناس من حولي عنّي.
  • الانفتاح على طرق جديدة في التفكير والعيش.

فيديو قد تحبين مشاهدته

من إطلالة نهارية الى إلى إطلالة ليلية في دقائق ... مع مصفف الشعر من دايسون