close
close
jamalouki.net
إشتركي في النشرة الالكترونية

نقلة نوعية في عالم الموضة... هذه هي اتجاهاتها بالأدلة والبراهين

نقلة نوعية في عالم الموضة... هذه هي اتجاهاتها بالأدلة والبراهين

خلال عامي 2020 و2021، وضع فيروس كورونا العالم تحت قيود عدّة، ممّا جعل صناعة الأزياء تواجه ظروفاً صعبة، ولكن بعد ما يقارب العامين، بدأت هذه الصناعة في الوقوف على قدميها مرّة أخرى. من هذا المنطلق، لاقى التسوّق الإلكترونيّ شعبيّة كبيرة، كما لاحظنا أنّ عالم الأزياء قام بنقلة نوعيّة على مختلف الصعد. من هنا، أعددنا هذا التقرير لنعرض عليكِ أرقاماً ووقائع ودراسات عالميّة مدعّمة بوجهات نظر خبراء في هذا المجال.

دليلكِ الكامل حول الجلد النباتي، أنواعه وطرق العناية به

ما هو التسوق الاجتماعي؟

تستخدم مواقع التسوّق إستراتيجيات تحاكي من خلالها عقلية المستهلك بطريقة غير مباشرة على منصّات التواصل الاجتماعيّ التي أصبحت عاملاً مؤثراً ولاعباً أساسياً في توّسع وانتشار التسوّق الرقميّ، من خلال التفاعل مع المستهلك وابتكار محتوى جذّاب لتثقيفه، ترفيهه وإقناعه بالسلع. هذه الإستراتيجيّة مناسبة للعلامات التجاريّة، كونها تؤمّن الراحة للطرفين، تساهم في تقليل عدد الموظّفين، توفير المساحات، إيجارات المتاجر، بالإضافة إلى أنّها تعتبر فرصاً جديدة لتجارب تسوّق سلسة، مع تخفيف كلفة التنقّل. تختلف تجربة التسوّق في مختلف أنحاء العالم، من سوق إلى آخر، لذلك تقوم العلامات بتوفير تجربة تسوّق متخصّصة لكل جيل وبلد. على سبيل المثال، عادةً ما يفضّل جيل الألفيّة وجيل Gen Z شبكات التواصل الاجتماعيّ، مع التركيز على المحتوى المرئيّ، مثل Instagram وTikTok وSnapchat، بينما قد يتسوّق Baby Boomers على Facebook. بينما لا يزال التسوّق الاجتماعيّ في مراحله الأولى، هناك شيء واحد مؤكّد: أرباحه طائلة. وفقاً لموقع Statista، حقّقت التجارة على مواقع التواصل الاجتماعيّ مبيعات بقيمة 475 مليار دولار في العام 2020، وستصل إلى 3.37 تريليون دولار بحلول العام 2028 ، أي بمعدّل نموّ سنويّ يبلغ 28.4 %.

معلومة: تستثمر شركات وسائل التواصل الاجتماعيّ، مثل Facebook وInstagram وYoutube وSnapchat بشكل ملحوظ في ميزات التسوّق واختبار وظائف جديدة، لمساعدة العلامات التجاريّة في تسويق منتجاتها بأفضل طريقة ممكنة. وفقاً لموقع Shopify هناك 85% من الطلبات من مواقع التواصل الاجتماعيّ هي من منصّة Facebook.

نقلة نوعية في عالم الموضة... هذه هي اتجاهاتها بالأدلة والبراهين

ما هي الموضة الدائرية؟

أحد أهمّ العوامل التي يمكن لعالم صناعة الأزياء التقليل من تأثيراته البيئيّة اعتماد مبدأ الـCircular Fashion، أي الموضة الدائريّة. بدأ تطبيق هذا النظام الآن على نطاق واسع، وهو يحدّ من إنتاج المواد الخام ويقلّل من الهدر في هذه الصناعة.

ما هو مبدأ الموضة الدائرية؟

هو ملابس، أحذية وأكسسوارات مصمّمة ومنتجة بهدف استخدامها وتعميمها بشكل مسؤول وفعّال في المجتمع لأطول فترة ممكنة، بدون أن تشكل أي أثر سلبي، تعود بأمان إلى الغلاف الحيويّ، عندما لا يعود الفرد يرغب باستخدامها أو اعتمادها.

كيف تسعى الموضة الدائريّة لحلّ هذه المشاكل؟

- استخدام مكوّنات أو أنسجة يمكن تفكيكها أو فصلها، لإعادة تصنيعها، كما إعادة إصلاحها، استخدامها وتدويرها مع وصولها إلى مرحلة نهاية الاستخدام.

- التصميم بموادّ عالية الجودة وبأسلوب لا يتقيّد بالصيحات العابرة، ممّا يزيد من فترة استخدام التصاميم والقدرة على نقلها إلى مستهلكين جدد.

- التصميم حسب الطلب، ممّا يزيد من قيمة التصاميم وعمرها المحتمل.

- تصاميم منتجة من موادّ قابلة للتحلّل البيولوجيّ، أو من موادّ اصطناعيّة غير سامّة، يمكن إعادة تدويرها بشكل فعّال، كالبوليستر.

- تصاميم يتمّ إنتاجها بطريقة تقلّل من الهدر، باستعمال بقايا الأقمشة المستخدمة في عمليّات أخرى، دون اللّجوء إلى موادّ خام جديدة.

- ابتكار تصاميم يمكن استخدامها من قبل العديد من المستهلكين، من خلال التبادل، الاقتراض، التأجير أو إعادة التصميم...

نقلة نوعية في عالم الموضة... هذه هي اتجاهاتها بالأدلة والبراهين

نقلة نوعية في عالم الموضة... هذه هي اتجاهاتها بالأدلة والبراهين

مقابلة مع روني حلو حول الاستدامة في الموضة

نقلة نوعية في عالم الموضة... هذه هي اتجاهاتها بالأدلة والبراهين

مصمّم لبناني بنى علامته على مبدأ الاستدامة، مع تسليط الضوء على القضايا الاجتماعيّة والبيئيّة، والحفاظ على الممارسات الأخلاقيّة.

في الشرق الأوسط، لا يوجد موردون للموادّ الدائريّة. ما هي التحدّيات التي تواجهها في الإنتاج وعند استيراد هذه الموادّ؟
لم يبدأ الموردون الإقليميّون في الاستثمار في الأقمشة والموادّ المستدامة، نظراً لعدم وجود طلب كبير عليها. يلجأ معظم المصمّمين، بمن فيهم أنا، إلى الطلب من الخارج، لكن هناك العديد من المشكلات التي قد نواجهها وتمنع العديد من المصمّمين في المنطقة من استخدام الموادّ الدائريّة. قد يكون من الصعب العثور على مورد موثوق به، ارتفاع تكاليف الشحن والرسوم الجمركيةّ والحدّ الأدنى لكميّة الطلب. نتيجة لذلك، يلجأ معظم المصمّمين بعد ذلك إلى الأقمشة المتبقّية لديهم والعتيقة، وهو حلّ أقلّ من مثاليّ، لكنّه أحد أفضل الخيارات في الوقت الحاليّ.

إلى أيّ مدى يهتمّ الزبائن في الشرق الأوسط بالاستدامة؟
كما هو الحال مع أيّ مجتمع، سيكون هناك دائماً أشخاص يهتمّون بأشياء مختلفة، سواء جودة الملابس، التصميم أو أولئك الذين يقدّرون الجانب المتعلّق بسرد القصص والاستدامة. يمكن الجمع بين كلّ هذه الاهتمامات الرئيسيّة الثلاثة بطرق مختلفة، ويمكن العثور على المجموعات الثلاثة في جميع المجتمعات حول العالم، على الرغم من أنّ النسب المئويّة قد تختلف. في الشرق الأوسط، تظلّ النسبة المئويّة للأشخاص الذين يهتمّون بالجانب المستدام منخفضاً نسبياً، لكنّنا بدأنا نشهد تحوّلاً مع جيل الشباب.

التكلفة عامل أساسيّ، وعادة تكون الأقمشة المعاد تدويرها أغلى من غيرها. متى تتوقّع أن تكون تكلفة هذه الأقمشة أرخص لتصبح في متناول الجميع؟
تتطلّب القطع التي تنتج بمسؤوليّة، مثل الأقمشة المعاد تدويرها الكثير من الوقت، عادة ما يتمّ إنتاجها بكميّات صغيرة، ما يؤدّي إلى ارتفاع تكلفة الوحدة. ينطبق مبدأ العرض والطلب هنا أيضاً، فكلّما طالب الناس بمنتجات مستدامة، سوف نحثّ العلامات التجاريّة على الامتثال للطلبات، ما يؤدّي إلى استجابة الموردين لطلبات المستهلكين. لا يمكن الوصول إلى الاستدامة ما لم تطبيقها بشكل طبيعي على نطاق واسع من منطقتنا، مما يعني زيادة الطلب على المنتجات المستدامة والمواد الخام. عندما تزداد الكمية المنتجة، تنخفض التكلفة. إلى جانب الجهود المذكورة أعلاه، يمكن للحكومات العربيّة المساعدة في تطبيع الاستدامة والاقتصاد الدائريّ، من خلال تقديم حوافز للعلامات التجاريّة لتبنّي نهج مستدام، من خلال تقديم تخفيضات ضريبيّة للشركات التي تتبنّى نهجاً دائريّاً، دعم المواد الخام المستدامة، أو من خلال وسائل أخرى.

مقابلات خاصة مع 5 مصممين عرب صاعدين في مختلف مجالات الموضة

ما هي الجوازات الرقمية للمنتجات؟

هي محاولة لتعزيز المصداقيّة، الشفافيّة والاستدامة. قامت بعض العلامات باستخدام مجموعة من التقنيّات لتخزين معلومات حول منتج ما ومشاركتها مع المستهلك، لتحقيق أقصى حدّ من الثقة. يمكن لهذه "الجوازات" الرقميّة، مساعدة العلامات على معالجة مشكلة التزييف، تمييز نفسها عن غيرها وبناء الثقة والولاء مع المستهلك. على سبيل المثال، تعمل دار Chanel على إطلاق "جوازات" رقميّة لمنتجاتها ، ستحلّ مكان بطاقات الأصالة الماديّة لحقائبها والتي يمكن الوصول إليها من خلال لوحة معدنيّة قابلة للمسح داخل تصاميمها. كذلك، تعمل منصّة Arianee على إصدار "جوازات" رقميّة لكلّ من علامتي Breitling وVacheron Constantin.

ما المعلومات التي يمكن أن تتضمّنها هذه الجوازات؟

- تفاصيل حول الموادّ المستخدمة.

- مكان صناعة المنتج.

- المراحل التي مرّ بها.

- ظروف العمل في الشركة المصنّعة.

- مصادقة على قيمته الماديّة.

- سهولة نقل الملكيّة.

ما أهميّة جوازات المنتجات؟

تدعم هذه الجوازات المبادرات الدائريّة، مثل إعادة بيع وإعادة تدوير المنتج، كونها توفّر بيانات مفصّلة، ممّا يسهل عمليّة جمع وفرز التصاميم لإعادة تدويرها. بالإضافة إلى ذلك، تساعد على مكافحة التزييف، المشكلة التي تواجه العلامات الفاخرة، وتقدّر مبيعاتها بحواليّ 500 مليار دولار سنويّاً على مستوى العالم.

يستفيد اتّحاد Aura Blockchain Consortium، وهو كناية عن منصّة خاصّة، أطلقتها مجموعة LVMH وPrada في العام 2021، من الرموز الفريدة لتوفير سجلّات خاصّة بمنتجاتها مصدّق عليها، بما في ذلك سجل الملكيّة وبيانات أصالة المنتج ومصدر الموادّ. حين يشتري العميل منتجاً، يتلقّى شهادة مشفّرة، تحتوي على معلومات حول عمليّة الإنتاج. وبحسب تقرير BoF Insights ، فإن سوق إعادة البيع سيصل إلى 57 مليار دولار بحلول عام 2025، أي أكثر مرّتين تقريباً ممّا هو عليه اليوم.

نقلة نوعية في عالم الموضة... هذه هي اتجاهاتها بالأدلة والبراهين

ماذا عن مقاومة الهجمات الالكترونية؟

مع تبدّل المعايير الإلكترونيّة ورقمنة عالم الموضة بكلّ أشكاله وبروز آفاق جديدة، تواجه الشركات المزيد من المخاطر، التهديدات والهجمات الإلكترونيّة المتعلّقة بالتعامل غير السليم مع البيانات. هذا الأمر أدّى إلى حثّ العلامات على التصرّف بشكل عاجل، لتعزيز دفاعاتها والاستثمار بشكل أكبر لجعل الأمن الرقميّ ضرورة إستراتيجيّة.

ساهمت جائحة Covid-19 في زيادة نسبة التسوّق الإلكترونيّ، ممّا أدّى إلى ازدياد نسبة القرصنات، التعدّيات والسرقات الإلكترونيّة. في الواقع، سجّل عدد قياسيّ من الهجمات الإلكترونيّة في جميع أنحاء العالم في العام 2020، ممّا أدى إلى خسائر كبيرة في بيانات مختلف الصناعات. شكّلت تجارة الأزياء بالتجزئة رابع أكثر الصناعات تعرّضاً للهجوم. كذلك، مع ازياد القيمة الرقميّة للـDigital Assets، مثل NFT، ازدادت الحاجة إلى حماية رقميّة.

نقلة نوعية في عالم الموضة... هذه هي اتجاهاتها بالأدلة والبراهين

أزمة المواهب

يتمتّع الموظفون الآن بخيارات أكثر من أيّ وقت مضى، حول المكان والزمان في سوق العمل الذي يعتبر سريع التطوّر. مع تغيّر أولويّات هؤلاء، تزيد التحديّات وتتغيّر الطريقة التي يفكّر بها المسؤولون حول إرضائهم، لذلك، سيستمرّ النقص في عدد الموظّفين المهتمّين والمؤهّلين في الأعوام القادمة. من هنا، تحتاج شركات الأزياء إلى التكيّف لتبقى قادرة على المنافسة، تحسين ظروف العمل وتعديل ثقافات مكان العمل، لتعكس احتياجات المواهب المتغيّرة.

ستعمل الشركات الرائدة على تعزيز شعور الانتماء والمساواة في فرص العمل، والانخراط بشكل أفضل مع الموظّفين، لتطوير سياسات توظيف ودمج شاملة. شهد العام 2021 على موجة من الاستقالات لبعض قادة شركات الموضة وانتقالهم إلى مجال التكنولوجيا، إلّا أنّ الأعوام المقبلة ستثبت الأصالة، المرونة والرفاهية للموظّفين. على سبيل المثال، تقوم الشركات في إمارة أبو ظبي بتجربة العمل لمدّة 4 أيّام في الأسبوع، لخلق نوع من التوازن بين الحياة العمليّة والشخصيّة، كما أغلقت شركة Nike مكاتبها لمدّة أسبوع، لمنح موظّفيها استراحة، اهتماماً بصحّتهم العقليّة.